بين يديكِ سماءان تحترفان الموسيقى، تتوغلُ في جلدي كوسواسٍ لا يُرَدُّ، للموسيقى طعمٌ ورائحة، للموسيقى قَوامٌ من النعاسِ والأسئلة، للموسيقى جيشٌ يهزمُني كلما جاءَ المساءُ منحازاً للحياة. للموسيقى وجهٌ له خصائصُ الأنوثةِ كلِّها، للموسيقى كبرياءُ الأنبياءِ حينَ يمرّونَ على صحراءٍ لا تعرِفُهُم، في انتظارِ أن يتبِّلوها بالفكرةِ والسِّحرِ الإلهيّْ، للموسيقى سرُّ صوتِكِ والخيال. لظلِّكِ يرتفعُ الهواءُ خفيفاً كحلمٍ خفيفْ، يضفِّرُ حزنَكِ الصيفيَّ على بوابةِ الغيمِ، ليقولَ الموجُ كلامَهُ الموشّى بالرائحة، ليصنعَ ليديكِ غابةً وغزالةً وفصولاً لا تُعَدُّ. النايُ النايُ النايْ يمرُ منشغلاً بكتابةِ الهواءِ على عينين من شغفْ، أؤجِّلُ نفسي لأختبرَ المواسمَ عندما تقترضُ الهواءَ من فراغِ النايِ، يرقصُ اللونُ كهنديٍّ أحمرْ قبل اقتناصِ الفهدِ الأخيرِ في غابةِ الكلام، فترتجفُ الأغاني على الأشجارِ فيما يبدو العالمُ أكثرَ زرقةً واحتمالاً وأنتِ حارسةُ النايِ الوحيد وجارة الغابةِ الوحيدةِ على الأرضِ الوحيدة. أفيضُ تفيضُ الموسيقى |