khaled Juma
سجل الزوار   راسلني   الصفحة الرئيسية
   
 
 
  قصائد
  قصص
  مسرح
  translation
  أبحاث ودراسات
  أعمال آخرين
  مواقع أدبية
  متفرقات
  صور
   
 
ديوان هي عادة المدن
حالات
 

[حالة كتابة]
أكثرُ من نصفِ الكلامِ يُكتَبُ سجادةً لبقيّةِ المعنى، تأتي الحياةُ دونَ إذنٍ ونأتي، تذهبُ الكتابةُ دونَ إنذارٍ ونذهبُ، وبينَ فِعلينِ من وجَعٍ تئنُّ الكتابةُ كنحلةٍ لا تهدأُ، نفتقدُ ما لنا من طعمٍ فنكتبُهُ،
ينسفُ البحرُ قدرتنا على النّومِ فنكتُبُهُ، يسقطُ القلقُ في أرواحِنا لوناً ثامناً فنكتبُهُ، وحدَهُ الموتُ، يشبكُ أصابعَهُ في ترفٍ طقسيٍّ، وبلغةٍ واحدةٍ يكتُبُنا.

[حالةُ إمرأة]
من عسلٍ ونبيذٍ حالمين اشتقّتْ ضحكَتَها التي لم يروِّضها الليلُ، أهدتني بلّوراً سائلاً فقبلتُ، وتمدّدَت على سريرِها الأخضرِ تقيمُ دُوَلاً وتُسقِطُ حضاراتٍ دون وعيِ ملوكِها، شقّتْ الهواءَ
كرائحةِ برتقالةٍ في بوابةِ الموسمِ، اقترحتُ لوناً لشفتيها فاستَحَتْ، أربَكَتني احتمالاتُها الواسعةُ كدائرةٍ من الأقواس، نامتْ على حرير القبلةِ، ولم أنم.
خارجَ ـ داخل الصورةِ، كانت بعينين ليليّتين، تحدِّقُ فيما تشتهيه وتركضُ في اتجاهه في المرآة، نبَّهتُها أن الركضَ باتجاه المرايا يعني الركضَ عكسَ اشتهائنا تماماً، فصدّقَتْ واستمرّتْ في
الركضْ.

[حالةُ كشف]
ببطءِ شجرةِ كينا، تسقطُ الرؤى في حصّالةِ الرؤيةِ، وحين نصابُ بالكشفِ، لا نعرفُ أننا فقدناَ ستةَ ألوانٍ من قوسِنا الداخليّْ، نكتشفُ راياتِ الأعداءِ تعرّي عُريَنا العاري، ونكتشفُ أن النارَ
المقدّسةِ لم تَعُدْ ناراً، ونكتشفُ أن الوردةَ التي تركناها تبحثُ عن قطرةِ الندى الوحيدةِ على الأرضِ، قد صارتْ لوحةً تبحثُ عن جدارٍ يبحثُ عن شارعٍ يبحثُ عن مدينةٍ تبحثُ عن وردةٍ... إلخ.

[حالة جنون]
وردَ في المعاجم: باب جُنَّ، أي اختفى، فالجنين هو المختفي في أحشاء أمه، وجنَّ الليل أي اشتد سواده حتى أخفى الأشياء، وجنَّ الرجُل أي اختفى عقلُهُ... إلخ
الجنّيُّ الخائفُ على بابِ الصبحِ ينتزعُ قطراتِ الماءِ من الهواءِ كمن يحيكُ كفناً من ضبابٍ لجسدٍ يحملُ احتمالاتِ موتِهِ، الفجرُ مخمورٌ ككرمةٍ منسيّةٍ اختفتْ قبلَ أن يعطيها الناطورُ يديه،
والنرجسُ والجوري والغاردينيا والأركاديا والقرنفلُ والفلُّ والسماءُ في الماءِ، كانت كلُّها فكرةً عابرةً في رأسٍ عابرٍ في بلدٍ عابرٍ في عالمٍ عابرٍ في حلمٍ قصيرْ.

[حالةُ اختناق]
الهواءُ في الهواءِ قليلْ، وإغواءُ التنفُّسِ يهذي في رئتيَّ كساعةٍ معبّأةٍ بالحنينْ، الغبارُ الذي يشكِّلُ المدى يخنقُ محاولاتي للاعترافِ بأخطاءٍ سأرتكبُها في ما تبقّى من جرأةٍ في علبةٍ النّومِ،
الأحلامُ كذلك تأخذُ شكلَ فرسٍ لا يجاريها شيءٌ إذا ما فُكَّ حبلُ قوائمِها.

[حالة انطواء]
يزنُ القلبُ العالمَ، وينتهي إلى حسابٍ مضجرٍ على ورقِ لا يبلى، لا يتغيّرُ الصوتُ إذ تتغيّرُ الطقوسُ والفصولُ والأرواحُ والكائناتُ والأشجارُ والألوانُ والأسماءْ، يبحثُ القلبُ عن رمادِهِ حينَ
ينطوي الليلُ على خفاياه العميقة، ينطوي القلبُ على قلبِهِ، وينسجُ سجنَهُ اللُّغويَ، فيما تتغيَّرُ لكنةُ العالمِ خارجَ النافذةِ الوحيدةِ في المكان.

[حالةٌ وَحْدَهَا]
الموسيقى...!!!

     
عدد التعليقات 0