مسرحية للأطفال من فصل واحد المشهد الأول (أثاث بسيط، سريرين للأطفال ليس لهما حافة عند النهايات كي يمكن استخدامهما كمقاعد للجلوس، خزانة صغيرة، بعض الأشياء معلقة على الحائط. الديكور لا يتغير طوال المسرحية) (عروس لعبة "ليفة"، وحصان لعبة "سريع" نائمان على المسرح، تبدأ ليفة بالتحرك ببطء وكأنها تصحو من النوم، تنظر حولها بريبة وتهمس في البداية ثم يبدأ صوتها بالارتفاع) ليفة : سريع.. سريع.. إصحى، إصحى (يصحو سريع متأهباً كجندي) إيش فيه؟! ليفة : إصحى، خلص طلعو. (يتحرك سريع وينظر حوله ويكتشف أنه لا يوجد أحد غيره هو وليفة في المكان، فيصرخ بصوت عالٍ وهو يجري من مكان إلى مكان) سريع : ( بانفعال شديد) هيه، هيه، هيه، طلعو، طلعو (ثم يسكت فجأة وتتحول نبرة صوته المرحة إلى نبرة تشوبها البلاهة) سريع : بس مين همة اللي طلعو؟ وإنتي ليش مبسوطة هالقد؟ ليفة : حسن ويارا، خلينا نلعب.. سريع : باين عليكي هبلة، ولك ميت مرة بدي أعيدلك الموضوع؟ ليفة : أي موضوع؟ ماهو إنت كل يوم بتحكي ميت موضوع، برلم برلم برلم، وبترجع تاني يوم بتعيد نفس الكلام ، وصرت لما تقولي كلمة الموضوع، ما أعرفش عن إيش إنت بتحكي. (يقترب سريع منها وتتحول لهجته إلى لهجة أستاذ مدرسة) سريع : إحنا لعب أطفال (ويرفع صوته) لعب أطفال (ويرفع صوته أعلى) لعب أطفااااااااال، عارفة شو يعني لعب أطفال؟ يعني من غير ما يكون في أطفال يلعبو معنا، بنصير ملناش قيمة.. ليفة : ليش طيب؟؟ سريع : أفففف... ولسة بتقوللي ليش طيب، ولِك إفهمي، لِعَب أطفال يعني فيه حاجتين، الحاجة الأولانية لِعَب، إللي همة إحنا، والحاجة التانية أطفال إللي إحنا انصنعنا علشان يلعبو فينا وينبسطو.. فهمتي؟ ليفة : (بثقة) طب ما أنا فاهمة من الأول. سريع : (بتهكم) فاهمة من الأول! والله قد ما أنا بافهم في الطب إنتي بتفهمي في الموضوع، مبسوطة إنهم طلعو؟ مع مين ياختي بدك تلعبي.. تفضلي قوليلي؟؟؟ ليفة : تعال نلعب مع بعضنا.. إيش رايك؟ سريع : ويصير إسمنا لِعَب ألعاب مش لِعب أطفال. ليفة : ماهو بصراحة أنا زهقت، يارا دايماً بتلاعبني نفس اللعبة، بتحطني على السرير، وبعد ما تحطلي ألوان حمرا وبيضا على وجهي بتقعد تغنيلي: يا عروس يا ليفة، يام جديلة خفيفة.. وأنا زهقت، مفش عندها غير هاللعبة. سريع : طب من إيش بتزهقي، مهيني أنا لعبة زيي زيك، بس عمري ما زهقت من حسن لما بيلعب معي.. ليفة : طبعاً بدكش تزهق، ما هو حسن ما بيقعدك عالسرير وبيغنيلك وبيقعد يدهن فيك ألوان، بالعكس، مرة بيوخذك معاه عالحارة، بيلاعبك مع اصحابو حرب وسباق، وبتشوف ألعابهم، ومرات بيوخدك عالروضة كمان، بس أنا قاعدة في هالأوضة، لا لعبة بتزورني ولا أنا بزور لعبة، وماليش اصحاب غيرك إنت. (تبدأ بالبكاء) إهئ إهئ إهئ.. سريع : (متأثراً) طب شو اللي بقدر أعمللك إياه عشان تبطلي زهقانة؟ (ثم يحاول المزاح للتخفيف عنها) فكري وقوليلي، مش إنتي دايماً بتقوليلي أنا المخ وانت الفشة.. ليفة : ( بدهشة) مين!!! سريع : (متداركاً) الكلاوي. ليفة : ( مصححة وهي تضحك) العضلات. سريع : المهم يا آنسة مخ، فكري إيش ممكن نسوي!!
ليفة : (تفكر قليلاً ثم تبدأ بالغناء) بحلم يطلعلي جناحات وريش ملون سبع الوان أوصل فيهم للنجمات والعب مع ورد البستان بحلم أكبر واتعلم ارسم وأكتب واتكلم نفسي لو يطلع بيدي ما خلي حدا يتألم ايدي في ايد اصحابي وردة جوري على بابي وتغنيلي العصفورة أول صفحة في كتابي بس الحلم مش بيدي والدنيا برة بعيدة ومافي عندي أصحاب يذكروني في عيدي بحلم يطلعلي جناحات وريش ملون سبع الوان أوصل فيهم للنجمات والعب مع ورد البستان ( تحاول الإمساك بيدي سريع، فيفلت منها بتأفف) سريع : (بلؤم) هو صحيح أنا حصان، بس حدا قاللك إني أنا البراق؟ ليفة : (بدهشة شديدة) البراق؟؟ سريع : (بغرور) كمان هادي ما بتعرفيها، في حدا مش سامع بالبراق ( يوجه كلامه للأطفال ثم يلتفت إلى ليفة ثانية) طيب يا ستي هذا البراق حصان كبييييير وإلو جنحان، لما النبي طلع على السما ليلة الإسراء والمعراج، هذا الحصان هو اللي أخذو على جناحاتو ووصلو لسما. ليفة : (بحزن) وإنت كيف عرفت هالكلام؟؟ سريع : (بغرور أيضاً) مهو أنا لما بطلع مع حسن، بارخي ذنية وبسمع كل الكلام اللي بيحكيه هو واصحابو.. فهمتي.. ليفة : إنت شكلك تعلمت تكون مغرور زي حسن.. سريع : وإنتي تعلمتي تكوني هبلة زي يارا.. ليفة : (بحدة أكبر) وإنت تعلمت متعملش إشي لحد ما حدا يسويلك إياه زي حسن.. سريع : (بحدة كذلك) وانتي تعلمتي تت.. تت.. تت.. ليفة : (وكأنها تريد تغيير الموضوع) آه فهمت، خلص. خلينا نلعب لعبة عروستي.. سريع : لأ.. حصاني. ليفة : يا بني آدم إفهم!!! سريع : بس متقوليش بني آدم. ليفة : (ضاحكة) طيب يا بني حصان، عروستي هادي لعبة حزازير، أنا بضمر في راسي إشي، وإنت بتحاول تعرفو، وكل ما تقولي عروستي أنا بقوللك معلومة عن هذا الإشي، لحد ما تعرفو، والشطارة إنك تعرفو في أقل عدد من المرات اللي بتقوللي فيها عروستي!! سريع : فهمت، بس برضو إسمها حصاني. ليفة : طيب لما ييجي الدور عليك بتقوللي حصاني، ولما ييجي الدور علية، بقوللك عروستي، ماشي؟ سريع : ( وكأنه رضخ وتنازل) ماشي ماشي.. حصاني. ليفة : إشي زاكي بيحبوه لعب الأطفال. سريع : (متسرعاً ومستخفاً بالسؤال) هه، سهلة كتير، الشكولاتة بالحليب. ليفة : (تضحك بهستيريا) يا بني آدم (تستدرك) قصدي يا بني حصان، هو في ألعاب في الدنيا بتوكل الشوكولاتة بالحليب؟؟ سريع : (بإحساس بالخيبة) ها إيش بيوكلو؟ ليفة : حليب بالشوكولاتة.. ها ها ها ها. ( يحتد النقاش والجدل بينهما وكل منهما مصر على رأيه، شوكولاتة بالحليب، حليب بالشوكولاتة، شوكولاتة بالحليب، حليب بالشوكولاتة، شوكولاتة بالحليب، إلى أن يسمعا وقع أقدام حسن ويارا فيعودان إلى وضعهما في بداية المشهد، نائمان ودون حركة). المشهد الثاني (حسن ويارا، أطفال حقيقيون، يجلس كل منهما على سرير من السريرين، ويارا تبكي وحسن غير مهتم، فيما اللعبتان في مكانهما ساكنتان) يارا : (وهي تبكي وكأنها تحدث نفسها) شيلي يا يارا، حطي يا يارا، قيمي جزمة أخوكي دخليها في الغرفة، إمسحي الطاولة، قيمي الأكل، إرفعي الكبايات، رتبي سرير أخوكي... حسن : (وهو يتجه نحو سريع غير مبالي بكلام يارا) وإنتي ليش مغيوظة، عشان أمي بتحبني أكثر منّك؟ والا عشان لعبتي أحسن من لعبتك الصوحة؟ يارا : (مازالت تبكي ولكن بكاءها يخف قليلاً) طبعاً، وانت شو عليك، قاعد بتتفرج ع التلفزيون ومادد رجليك زي ما تقول ملك واحنا بنشتغل خدامين عندك، جرب مرة ترتب سريرك، والا تعملك ساندوش.. حسن : (بتأفف) رتب سريرك، هاذي الشغلات انخلقت أصلاً للبنات، عيب الاولاد يعملوها، والا ليش في إشي إسمو ولد، وإشي إسمو بنت؟ يارا : ( وقد توقفت عن البكاء) إنت قوللي ليش؟ هو الواحد لما بِنْوَلِد، بيقدر يعمل حالو ولد والا بنت، زي ما بنولِد بيضلّو.. حسن : وأنا إيش أعملِّك؟ إنتي انولدتي بنت، وأنا انولدت ولد، عشان هيك لازم ترتبي السرير، وتعملي سندويشات، وحاجات ومحتاجات، هاي أمي بتعمل كل إشي لأبوي، وما بتحكي زيّك، مع إنها بتشتغل قدك عشرين مرة.. يارا : إسكت إسكت، والله ما انت عارف إيش الدعوة، هذاك اليوم أنا دخلت على أمي في الغرفة لقيتها بتبكي وتعبانة من كتر الشغل، بس مش قادرة تحكي قدام أبوي.. حسن : إنتي كزابة، أمي كبيرة مابتبكيش.. يارا : ليش انت مفكر الكبار ببكوش.. اتفرج ع التلفزيون اللي طول نهارك قاعد قدامو، كل الناس بتبكي.. حسن : أنا زهقت منّك.. مش بكفّي إني بلاعبِك معي في حصاني؟ يارا : إنت بتلاعبني بس لما متلاقيش حدا تلاعبو، ولما تزهق من الدار بتطلع تلعب برة مع اصحابك، وانا بظل محبوسة في البيت، ولما بدي أزور صاحبتي، لازم آخد إزِن قبل يومين، وبحسبولي بالدقيقة قديش لازم أقعد عندها.. حسن : أنا الحق عليّة اللي بحكي معِك أصلاً.. يارا : (مقاطعة) أصلاً لو أنا لاقية حد غيرك أحكي معاه مكنتش بحكي معك ولا كلمة.. حسن : إسمعي، من اليوم وطالع بديش أحكي ولا ألعب معك.. يارا : شو يعني، إنشالله عمرك ما لعبت.. حسن : ولا حتى حخلي سريع يلعب مع ليفة الصوحة تبعتِك... (ينظر حسن إلى سريع ويتردد قليلاً ويركله بقدمه ويخاطبه غاضباً) وانت كمان خليك مرمي هان معاهن، قال سريع قال، ولا سريع ولا بطيخ.. الزحلفة بتسبقك. (يخرج حسن من الغرفة) المشهد الثالث (يارا جالسة على سريرها تمسك بلعبتها ومن حولها مجموعة من العلب الصغيرة، وتبدأ بعمل مكياج لها وهي تغني) يارا : يا عروس يا ليفة يام جديلة خفيفة. ليفة : (بقرف) يا شيخة فزرتيني بليفة والجديلة الخفيفة تبعتك. يارا : (بفزع) ليفة! إنتي بتحكي.. ليفة : من القهر.. يارا : (وقد استعادت هدوءها) طيب طيب، بس ليش إنتي زعلانة هالقد؟ ليفة : أنا مش زعلانة، أنا زهقانة.. يارا : من إيش.. ليفة : منِّك.. يارا : مني أنا؟ ليش؟ ليفة : عشان من يوم ما اشترتني أمك إلِك وانتي ما عندِك غير هاللعبة، بتقعديني ع السرير وتحطيلي أحمر وابيض، وبتغنيلي ياعروس يا ليفة يام جديلة خفيفة، فش عندك غير هيك؟ يارا : (بتأثر) ما أنا بعرفِش غير هاللعبة، عشان بطلعِش ألعب في الشارع. ليفة : (بحزن) أنا آسفة.. أنا كنت بفكر إنِّك بتعرفي، لأني بنغاظ لما بشوف سريع بيطلع وبينزل مع حسن وأنا محبوسة في الأوضة. يارا : وأنا كمان آسفة، مكنتش بعرف إنو إنتي بتفرحي وبتزعلي زينا. ليفة : معلش، إحنا التنتين كنا فهمات غلط.. يارا : بس قوليلي، لما جبناكي من المحل كان مكتوب عليكي إنو اسمك ليفة، من وين هالإسم الغريب؟؟ ليفة : (تتنهد) هاذا يا ستي، زمان كانو بيعملو العرايس من القماش، وبيحشوهن قطن من جوة، ولما عملو جدّتي، أجو يحطولها شعر ملقوش، فجابو ليفة وقصوها وعملو شعر جدتي منها، ومن يومتها كل عروس بتنصنع في عيلتنا بسمّوها ليفة. يارا : قصة غريبة بس حلوة. ليفة : (تهمس) بدِّك تتعرفي على سريع؟ يارا : هو كمان بيحكي؟ ليفة : كل اللعب بتحكي. يارا : وهو كمان إلو قصة لإسمو زي قصتِك؟ ليفة : طبعاً، بس هو قصتو جديدة مش قديمة، هذا سريع كان إلو عجال زمان، ومرة قعدو الاولاد يتسابقو وهمّ رابطين ألعابهم بخيطان وبيجرّوها عالأرض، وقام سريع فات كل الألعاب، ولحد هذاك اليوم كان فش إلو إسم، ويومتها الاولاد كلهم صارو يقولو سريع سريع.. سريع : (وهو يغمغم) ظلِّك إفتي يام العرّيف.. ليفة : طيب بس تتعصبنش، تعال أعرفك ع صاحبتي يارا.. سريع : (بتهكم) أهلاً يارا : أهلاً فيك، بتحب تلعب معنا؟ سريع : (بنزق وغرور) أنا بلعبش مع بنات.. ليفة : إيش، ياكزاب، قبل شوية لسة كنت بتلعب معي. سريع : بس حسن قال إنو بدوش يخليني ألعب معك.. ليفة : وبترد عليه بعد كل اللي عملو معك؟ انشالله ما لعبت، خليك قاعد لحالك زي القرد. يارا : لكن إنت ليش بدكش تلعب مع البنات؟ سريع : عشان أنا سريع وهنّ بطيئات. يارا : بس اللِّعِب مش كلّو جراي في جراي، في ألعاب تانية.. سريع : لا تانية ولا تالتة. (يعود إلى سباته). ليفة : سيبيكي منو، هذا تعلم من حسن، راسو عنيدة زي الزلطة. يارا : يا خسارة كنت جايبالو حاجة حلوة.. سريع : (ينهض بسرعة) وينها.. وينها. ليفة : الحساب بدكش تلعب مع البنات.. سريع : اسكتي إنتي يام لسان لفاه حولين وسطك.. ليفة : أنا يابو راس أنشف من الحيطة.. سريع : لو انك مش بنت كنت وريتِك.. ليفة : إسكت إسكت وانت ملكش عجال.. سريع : إنتتـ .. إنتتـ .. إنتي بدِك.. يارا : خلص عاد .. إحنا بدنا نلعب والا بدنا نتقاتل.. يالله نغني. سريع : حسن عمروش لاعبني غناوي، وانا بحب الغناوي، ياللا نغني. يارا : (تغني) يا سريع ويا ليفة خلو القعدة ظريفة ليفة : حاضر يا يارا حاضر يام بلوزة قطيفة نفسي أقوللّك من زمان يام جديلة خفيفة سريع : ياللي طلعتو في السحبة تعالو نلعب لعبة يعني ولو انكو بنات بدي اعمل معكو صحبة ليفة :مش بس الصحبة ألعاب يعني عشان نكون صحاب كل واحد يحب التاني ولو عن عينو مرة غاب (يظلو يرددون الجملة الأخيرة وهم يمسكون بأيدي بعضهم ويقفزون، ثم تنسحب يارا جانباً، ويبدو عليها الحزن، فيبدأ صوت اللعب بالخفوت تدريجياً) سريع وليفة : يارا.. مالك.. تعالي نكمّل لعبتنا.. يارا : خلص، معلش، بنكمل بعدين.. سريع : إوعي أكون دست على رجلِك بالغلط، أنا آسف.. ليفة : لأ.. الموضوع فيه إشي.. يارا.. عشان خاطري.. مالِك؟؟ يارا : (بتردد وحرج) حسن.. أنا زعلانة كتير منو، وكمان زعلانة كتير عشانو، كان نفسي يكون معنا، أنا مش قادرة أتصور إني مش حاكلمو ولا ألعب معو. سريع : وأنا كمان زعلان منو، وكمان بديش أبعد عن ليفة. ليفة : وأنا كمان زعلانة منو أكثر منكو، بيقول عني صوحة، صحيح يا يارا شو يعني صوحة؟ (تضحك يارا وفجأة تنتفض ليفة صارخة) ليفة : بس.. لقيتها، تعالو عندي. (يلتف الثلاثة في دائرة يتهامسون ويتشاورون ورؤوسهم قريبة من بعضها وصوتهم غير مسموع، تتجه ليفة بعدها إلى جمهور الأطفال) ليفة : وانتو كمان انتبهو، إوعو تحكولو إشي، وإزا سألكو عن حاجة قولو بنعرفِش.. (تخفت الإضاءة) المشهد الرابع (نفس الغرفة ليلاً،حسن نائم في سريره، كذلك يارا، والألعاب ساكنة كل إلى جوار صاحبه. تزداد الإضاءة تدريجياً على سرير حسن، لإعطاء تركيز أكثر عليه، لكنها تظل خافتة، إضاءة نواصة. يقترب سريع ويتمدد إلى جوار حسن، ويزاحمه السرير عن يمينه حيث يكون سرير يارا عن يساره - أو العكس. حسن نائم، لكنه يتدافع مع سريع، كل يدفع الآخر إلى جانب السرير، وهنا يعتدل حسن في سريره وهو شبه نائم، يفرك عينيه ويلاحظ أن سريع إلى جواره، يستقبل الأمر بهدوء ويعود إلى النوم. يتكرر مشهد التدافع، يعطي حسن ظهره لسريع الذي يدفعه إلى الأرض خارج السرير، يهب حسن مذعوراً غير واعٍ أهو في حلم أم في علم، يضيء مصباح الغرفة، يتراجع إلى الخلف ونظره مركز على سريع الذي يشغل السرير كاملاً، يتوجه بحديثه إلى جمهور الأطفال) حسن : (بارتباك) شفتو اللي أنا شفتو؟ أنا حسيت إنو سريع زقني عن السرير وقعني عالأرض، أنا لازم بحلم، هذا جزاة اللي بيتقّل في العشا، لازم هذا كابوس. (يعود حسن للتمدد على سريره ويخاطب سريع وكأنه يتحدث إلى نفسه) حسن : يا شيخ زيح غاد.. سريع : مش زايح. حسن : (غير مستوعب للموقف بعد) إنشالله ما زحِت.. (يستدرك فجأة، فيهب مذعوراً ويتجه إلى سرير يارا من الجهة التي تنام فيها ليفة ويظل سريع واقفاً في السرير متحدياً حسن) حسن : يارا.. يارا.. إصحي.. إصحي. يارا : (تتصنع أنها مازالت نائمة) إيش مالك .. بدي أنام.. حسن : أنا في عرضك، إصحي بدي احكي معك. يارا : (متقلبة في سريرها ببطء متعمد) وانت من وقتيش بتحكي معي؟ حسن : أصلي خايف.. يارا : (بتهكم) الحساب.. إنت زلمة، لا بتخاف، ولا بتبكي.. حسن : بس إطلّعي على سريري، شوفي سريع. (يكون سريع قد عاد إلى نومه، تنظر يارا فترى كل شيء طبيعي) يارا : إيش.. فش إشي، روح نام أحسن لك بلا هلوسة.. حسن : (بيأس) بس صدقيني، سريع حكى معي. يارا : (بلؤم) والسرير محكاش معك.. مقلّكش بدو تغيير فرشتو؟ (يظل حسن واقفاً مكانه، مرتعباً، تأتي ليفة من خلفه وتلمس كتفه، فيجري كالمجنون إلى وسط المسرح بين السريرين، ويواجه الجمهور وهو ينظر مرة إلى سريع ومرة إلى ليفة) حسن : ليفة كمان؟؟ ليفة : آه.. ليفة الصوحة، اللي بدكش تخلي سريع يلعب معها.. يارا: (بجدية) : اسمعوا … أنا بطلت أمثل… حسن(ما يزال في دور حسن) : نعم يا أختي؟؟ ليفة وسريع: شو؟!! يارا: بطلت امثل، أنا دوري مش عاجبني (تتجه إلى الجمهور وتجلس بينهم) حسن: ايش مالك ، طب .. هو يعني.. بتحكي جد؟؟ يارا: واللا بلعب.. طبعاً بحكي جد سريع: يارا، تعالي نكمل هالمسرحية، خلينا نخلص ضايل شوية… اصلوا وراي مشوار بعد المسرحية.. مها: أنا اسمي مها، مش يارا، وبعدين مليش دعوة فيك روح وين ما بدك.. رامي: طب شو اللي مش عاجبك؟ قولي خلينا نشوف إذا بنقد نساعدك.. هند: مش معقول هيك يا مها، اذا انتي بطلتي انا كمان بدي ابطل، لازم يكون في حل.. رامي وهند وابراهيم: آه..اللي بدك اياه مستعدين نعملوا.. بس انتي احكي مها: هالحين علشان بدكو اشي، صرتو تحكو هيك ، اما في الأول الكاتب تبع المسرحية والمخرج، هلكوني شغل الثلاثة: طيب شو اللي بدك اياه…؟ مها: برجع بشرط ….أنو أخذ دور حسن وحسن ياخذ دوري… ابراهيم: نعم؟؟ هند: ( اعجبتها الفكرة) وأنا كمان بدي اخذ دور سريع وهو يوخذ دور ليفة.. رامي: لاااااااااااا هند ومها: خلص.. بلاش انكمل المسرحية.. رامي: طب كيف بدها تزبط، محنا ما تدربناش على دوركو ابراهيم: يا شيخ رووح.. هن كلهن كلمتين، يا ليفة يام جديلة خفيفة يعني هي شغلة هند ومها: يعني اتفقنا.. رامي وابراهيم: آه اتفقنا، هو احنا خايفين منكو..(يظلم المسرح) المشهد الخامس ملاحظة: يبقى الجميع بنفس اللبس والشكل فقط تتغير الأسماء ومواقع النوم واستعمال المكتب وهذا يبدو اكثر غرابة واقناع يارا تصحوا من النوم والى جوارها ليفة في السرير العلوي،.. يارا(حسن سابقاً) آخيا ظهري.. آخ يا مناخيري، آخ يا رجلي،.. حسن (يارا سابقاً) بلا شكونة على الصبح.. قومي اعملي شاي وساندويش على بال ما اغسل وجهي.. يخرج حسن ويضع سريع (ليفة سابقاً) على المكتب، فيما تذهب يارا لعمل الشاي والسندويشات، ويبدأ الحوار بين ليفة وسريع سريع: مبارح طلعنا انا وصاحبي حسن، وضلينا طول النهار برة نلعب مع صحابنا، ولما روحنا قعدنا نتفرج على التلفزيون، لحد ما صارت الساعة بكرة، يا الله ما احلى اللعب في الشارع… ليفة: (سريع سابقاً): وأنا ليفة قعدتني على السرير وصارت تغنيلي.. سريع (مقاطعاً) : يا ليفة يام جديلة خفيفة.. ليفة : شو عرفك سريع: انتي ناسية انو هذا كان دوري.. تدخل يارا تحمل صينية عليها شاي وساندويش فيما يتجه حسن مباشرة لأكل الساندويش من على المكتب يارا: خليني اطلع معك على المكتبة اليوم، حابة اقرا قصة الشاطر حسن حسن: اقعدي، المكتبة للأولاد وبس.. يارا: مين قال، كمان هاذي صارت للأولاد.. فجأة ينتفض ابراهيم: ابراهيم: يعني خلينا نرجع زي الأول.. هند: لا بدناش انا مكيفة على دور سريع.. رامي: آه مكيفة، وأنا اصير ام جديلة خفيفة.. مها: بس اسمع.. اذا بدك ترجع أنا لي شروط، هند كمان الها شروط، بدنا نغير حتى الي الم}لف كان عامله. ابراهيم: أول ما شطح نطح.. مها: انت حر، شو قلت.. ابراهيم: طيب شو هي شروطكو.. رامي: انا موافق على كل الشروط قبل ما اسمعها، بس ارجع سريع، مش ليفة ام جديلة خفيفة.. يارا: اولاً: يلتزم السيد حسن بعدم مناداة ليفة بنت ليفة بالصوحة.. حسن: موافق.. أي يا ايدي يارا: يلتزم السيد حسن كذلك بمساعدة الأنسة يارا في عملها، الجلي والتنظيف وترتيب البيت وعمل الساندويشات حسن: أي ي ي ي ي ي.. يا راسي .. موافق.. ليفة: (بقنزحة) انا عندي شرطين.. سريع: ان شالله بدك تتشرطي علية.. ليفة : بدي اتشرط عشانك مش عليك يا... سريع افندي، ولو انو راسك زي راس الملفوف، بس يالله نعمل خير ونرميه في البحر. حسن: شو يا صو.. قصدي يا ليفة.. ليفة: تلتزم بأن تركب للسيد سريع عجال حمراء جميلة بدل اللي كسرتولو اياها حسن: موافق .. أييي يا حصالتي سريع: حبيبتي انتي يا ليوفتي ليفة: لو سمحت ما دلعني اسمي ليفة مفهوم سريع: حاضر حاضر ليفة: ثانيا وهو الأهم حسن: يا ساتر ليفة: تغني معانا سريع: ايييي يا دنية حسن: موافق موافق يغنون يا سمانا يا زرقة يا ام الشمس والقمر ياه ياه ياه ما أحلى الحياة ضحكلنا سرب العصافير زجاوبنا الشجر والمي لمن سألناه ما أحلى الحياة ليل بيلعب مع النهار كل واحد بيجي في معاد ولو مرة تاه بتردو الحياة لمن بتغني الالوان بتدفي القلب البردان وتزيدو حلاة وتحبو الحياة إن كان ولد والا بنت شو ما صرت وشو ما كنت الطيب محلاه بتحبو الحياة |