إركبْ ظلَّكَ أيها القلبُ. ليس لكَ أن تردِّدَ لحناً واحداً فوقَ حصانِ الظِّلّْ. وإن كانَ اللّحنُ حزيناً حتى. فمن أين ستأني بحقِّ السكوتِ حينَ يفرشُكَ الغناءُ على فصولِهِ التي تخدعُ الطبيعةَ. أيها الراهبُ الهاربُ من وحدانيّةِ العشقِ. لكَ مطرٌ وعاشقةٌ أخرى ستمضي وبيدِكَ مازال زِمامُ الفرَسْ. فرسُ الظِّلِّ ما أعني. وستندمُ. حيثُ النّدمُ شعارُ فرسانِ الظلالِ عادةً. أيّها النَّصُّ الذي يستفزُّ السكونَ لحظةَ الحاجةِ الكبرى لأن نكونَ بلا أذنين. الصّمتُ ما أعني. كيفَ سأتكلّمُ لغةَ الجماهيرِ فيما خطواتُ العاشقةِ تطاردني في الشارعِ الصغيرِ الممطر. ولم أُجِد لغةَ نفسي كي أجِدها وأَخرجَ من ثوب الظّلِّ صائحاً مثل "أرخميدس". العاشقةُ التي ترفضُ أن تكون ظلاًّ تؤرِّقُ عمائيَ القديم. وما زلتُ بلا لغةٍ. الظلامُ يبتلعُ الظلالَ مثلَ الخرافةِ. فيما يجيءُ النهارُ بطلاً يخلِّصُ ظلّي من الظِّل الكبير. الليلُ ما أعني. يطيرُ العمرُ للمنفى. وأشياءُ العاشقةِ تقلُّ ببطءٍ وهي تحاولُ أن تتنفّسَ كمقاتلةٍ عنيدة. والدَّورُ لا يناسبُها. لكنّها لا تتنازلُ عن رسمِ ظلَّها فوق خياليَ الظّليّ. يُشَربِكُ الظِّلُّ الظِّلَّ بالظِّلِّ. ولا أعرفُ أيَّنا أنا.
الظِّلُّ إمتحانُ النورِ القاسي. يكسرُ عَظَمَةَ الشّمسِ. والظّلُّ يختصرُ الأشياءَ ببُعدين فقط. يلعبُ لعبةَ التشابهِ، كلُّ الظّلالِ تمسخُ الأشياءَ إلى أشباه.. الظلالُ فكُّ الصراعِ الطّبقيّ الذي لا تثلّمهُ نظرياتُ الذين يفهمون الحياةَ جيّداً فاشلٌ مَن يفهم الحياةَ بعيداً عن ظلِّها.. فيما يبدو أننا نعيشُ ظِلاًّ دون أن ندركَ الحياة. |