قلتُ: أحبُّكِ فيعتريني الغيمُ جاهزاً للحنين، تتوسَّدُ الروحُ أغنيةً وتنامْ. أقولُ: أحبُّكِ، تنشأُ شوكةٌ زرقاء في عينِ القلبِ، فتموتُ الأمنياتُ في كرومِها. قلتُ: أراكِ فينتشي الماءُ ويرقصُ النهرُ في رئة النهارِ وتنبتُ أجنحةُ الأغاني بريشٍ من موسيقى. أقولُ: أراكِ، تتعثرُ خيلُ الروحِ في أقصرِ المسافاتِ على تربة الدمعِ. قلتُ: رسمتُكِ فتلوَّنَ الفراغُ وصعدَتْ أعمدةُ الرائحةِ إلى تفاصيلِ السَّحاب. أقولُ: أرسُمُكِ فتنهارُ القلاعُ ويسقطُ فراءُ القلبِ عن القصائدِ. قلتُ: أضمُّكِ فتصيرُ النارُ روحاً ويصيرُ الهواء نجمةً وتصيرُ الأشجارُ حورياتُ بحرْ أقولُ: أضمُّكِ فلا أجدُ يديَّ. قلتُ: أحملُكِ، فتصيرينَ حرّيَّةَ الناياتِ. أقولُ: أحملُكِ فتسقطُ أوردتي في النزيفِ وترتعشُ مفاصلُ النشيدِ في دمي. قلتُ: كتبتُكِ، فتساقطَ النُّوّارُ في حديقةِ العمرِ كثلجِ المواسمِ. أقولُ: أكتبُكِ فأموتُ بين ثانيتين من خزفٍ تُخزِّقانِ جفنيَّ وتلفانِ القلبَ بالأزرق. قلتُ: ناديتُكِ فغمّسَ النحلُ صوتي وصلّى الفراش على سجّادةِ الوردِ والحياةْ. أقولُ: أناديكِ فيخرَسُ الكلامُ ويسكتُ النبضُ في أوردة الشِّعرِ وفي لهاث العاطفة. قلتُ: تمنّيتُكِ، ففهمتِ الصبحَ في لغتي، واشتهيتِ عسلاً ينقِّطُ من أصابعي. أقولُ: أتمنّاكِ فتخمشُ القلبَ كهرباءُ السؤال. قلتُ: تعالي، فأخرستني رائحةُ الفجرِ، وذابت عيناي في مشهدٍ بنفسجيٍّ يقاومُ رغبةَ الشّمسِ. أقولُ: تعالي، فينسحبُ القمرُ المتآكلُ كقطّةٍ خائفةْ، ويسيلُ الفجرُ من النافذة ومن باب القلب. قلتُ: أريدُكِ، فيدفعُني اللونُ الساحرُ للعتمةِ كي أمدَّ يدي لأقطفَ قليلاً من الندى في الهواء. أقولُ: أريدُكِ، فتلامسُ أصابعي الهواءَ الثقيلَ، وانشرُ غيابي على ظلٍّ يضيقَ به الشجرْ. قلتُ: غنّيتُكِ، فصارَ الحمامُ كلاماً. أقولُ: أغنِّيكِ فيسقطُ جلدي عن فكرتي وتسقط القبور عن موتاها. قلتُ: أحبُّكِ، فامتدَّ المدى، ونامَ الطاغيةُ في دمي في حديقةِ الغفرانِ. أقولُ: أحبُّكِ، فلا تفهمينَ جبلاً من البازلتِ يخسفُ القلبَ إلى منفى الكلام!!! 15 أيار 2010 |