أنتِ انسجامُ الفجرِ والعابدِ، وصورةُ الطيرِ في الشعرِ، وصدقُ الغيمِ في وعدِ المطرِ، انفتاحُ الأمنياتِ على حدودِها التي لا تُرَدُّ، وسيرةُ الناي في مسيرةِ الموسيقى، انبهارُ الخيلِ بالمسافةِ وانتماءُ الوردةِ لعاشِقِها، ونبتةُ الليلِ بفاكهةِ من نجومٍ معلَّقةٍ في مدى عينيكِ. ترتخي بين يديكِ لزوجةُ النهارِ وكثافةُ الليلِ، تمتدينَ في الغاباتِ المتاحةِ للحلمِ وتركضينَ كمنامٍ سريعٍ لا تؤدلِجُهُ الوقائعُ، كأنَّكِ إضاءةُ مائدةٍ في عشاءٍ ملكيٍّ قديم، وكأنَّكِ احترافُ العشبِ للَّونِ، وكأنك الصهيلُ مستقلاً عن الفرسْ. أنا نيَّةُ الغيابِ الحاضرةُ كتلميذٍ مجتهدٍ وخائفْ، سقوطُ المعنى عن المبنى في وداعٍ يشبِهُ طقساً أفريقيّاً طازجاً، داعيةُ الحربِ وحرارةُ المكانْ، خرائبُ التاريخِ وصمتُ العواطفِ وعشبةُ شيطانٍ في حقلِ الفضيلةِ، خروجٌ دائمٌ إلى نهايةٍ لا تنتهي، قلبٌ مُخرَّمٌ وعينانِ زاهدتان، أرصُّ هدايا النساء الجامحات بفخرٍ ساذجٍ، ألتقطُ قبَّرةً قبلَ وقوعِها في الشَّرَكِ فتعضُّني من هاجسي وتطيرْ. 22 نيسان 2010
|