مملكة الخشب يفتح المسرح بواباته كأوكورديون مثقوب... أدخل دون بطاقة.. في استقبالي بساط من زجاج وحطام مختلط ... تقتنص عيناي ما تبقى من حمامتين لم تسعفهما رقة الأجنحة... هل هو ملخص مسرحية سأشاهدها عما قليل ؟؟ تقودني قدماي بتردد الخائفين إلى الداخل.. اعتلي هضاباً وهضاباً من حطام ساقط فوق ذكريات. ذكريات الظامئين لمن يطفيء عطشهم ويبهج روحهم .. يتساقط قلبي قطعة قطعة فوق ما انصهر في ركام... تتراكم البوسترات والحفلات .. تخرج جميعها من عب الذاكرة... المخرج مُستفزاً: أعيدوا المشهد!.. غيروا الإضاءة... أعطوني تعبيراً حقيقاً على وجوهكم... يتشابك جمهور الأيام الخوالي بكامل أناقتهم بجمهور اليوم.. يجلسون في مقاعدهم مصفقين للستارة التي انفرجت..تخرج فتاة صماء ترقص على أغنية طفولية "شخبط شخبيط" على ايقاع حركة أصابع معلمتها...تُبكي الحاضرين... يتقافز الممثلون يداعبون أوتار أجسادهم ... يغني الأطفال ويرقصون الفالس بثياب قوس قزح.. تختلط الأعمال ببعضها.. تتزاحم النصوص..تلتحم المقطوعات الموسيقية... تتشربك الأعمال المسرحية بالحفلات الغنائية بالخطب الحماسية ...!! في ركن بعيد يصفق ملء كفيه صديق حميم يقيم في الخارج أدهشه الكرنفال... استيقظ من دهشتي وانكساري على نحيب شاب يعتلي خشبة الحجارة.. يبكي صوته وأغنيته الراحلة.. أطل على مسرح عارٍ إلا من دماره يتهاوى جسدي أمام مشهد لا يتنتهي ابحث عن مقعدي فلا أجده!! ولا أجد الكلام...
* مسرح الهلال الأحمرالفلسطيني |